نُشر في 13 نيسان 2015 على موقع ليالينا وفي المجلة المطبوعة ،،
يعمل سائد يونس مديراً للتسويق في السفارة النمساوية… ترك التدخين لأنه شعر لفترة أنه يخدع زبائنه في شركته المتخصصة ببيع الأجهزة الطبية والصحية وذلك بعد رحلة 7 أعوام من التدخين بشراهة. . . ومن حينها قرر أن يكون مثالا للشيء الذي يروج له. لا يفضل كثرة الإسهاب في ذكر تفاصيل أهدافه، فهو يؤمن بأن التحدث المستمر عن أمر ما يجعلك تشعر بالتقاعس تجاه تحقيقه، لذا تراه يفضل تحقيق هدفه ومفاجأة الناس بنتائج التحقيق. اهتمامته متنوعة، من دراسة الهندسة للتدريب في التنمية البشرية، إلى تقديم برنامج ريادي من بلادي وصولاً للطبخ. يؤمن سائد بالحكمة الصينية التي تقول: “أفضل وقت لزراعة شجرة كان قبل 20 سنة ، ولكن ثاني أفضل وقت هو الآن”.
كان يرغب بالعمل خارج الأردن كالكثير من الشباب. ولكن إنشاء ريادي من بلادي واساه كثيراً وخصوصاً بعد مواجهته قصص نجاح وطنية ومحلية. يعتبر أن تربية الأولاد هي تربية لذاتنا أولاً قبل تربيتهم، لأن كل طفل يولد بشخصية معينة وأسلوب حياة.
هو بني آدم عادي جداً، ولكنه طموح جداً، أنهيت دراسة الهندسة في الميكاترونيكس في الجامعة الألمانية الأردنية، أحب أشياء معينة في حياتي، وأحب الأشخاص الناجحين وأن أتعرف إليهم وإلى تفاصيل حياتهم اليومية المعنيّة بقصة نجاحهم، ومنذ صغري كنت أحب متابعة البرامج التلفزيونية التي تقدم قصة شخص معيّن من منزله أو مكتبته أو مكان عمله، بحيث تطلعنا على تفاصيل مخفية لا نعلمها عنهم دون التطرق لحياتهم الخاصة.
من هندسة الميكاترونيكس، للتنمية البشرية، وصولاً لتقديم برنامج إذاعي خاص بك على الإنترنت، ألا تؤمن بمقولة سسبع صنايع والبخت ضايع ز، وكيف تسيطر على تعدد المهارات لديك؟
(ضاحكاً) منذ أن كان عمري 16 عام، قرأت كتاب كيف تخطط لحياتك، وقررت حينها وضع مخطط لحياتي كان من ضمنه أن أدرس الهندسة في الجامعة، ليس حباً في الهندسة ولكن لرغبتي بإنشاء شركة هندسية، وتحسباً لوقوع أي مشكلة، فضّلت أن أكون ممتهناً للهندسة. ربما اختياري للهندسة كان خاطئاً، ولكن بسببها أتيحت لي الفرصة بأن أتعرف على أشخاص مهمّين في مسيرتي. بطبيعتي أحب التفاعل مع الناس والتحدث إليهم، لذا فالتنمية البشرية والبرنامج الإذاعي هما الأقرب لشخصيتي، خصوصاً وأنني من أيام المدرسة كنت أتولى مهمّة الإذاعة المدرسية بشكل معتاد.
حدّثنا عن برنامج ريادي من بلادي؟
في البداية كنت أقوم بعمل حوارات مباشرة على الإنترنت مع مجموعة من الأشخاص المهتمّين بمجال التنمية البشرية، بحيث يستمر الحوار لمدة ساعة أو ساعتين، ولكن كانت هذه الحوارات تأتي بمواعيد مختلفة وغير ثابتة وكلما سنحت لي الفرصة لذلك. وعندها خطرت لي أن أقوم بعمل برنامج بطريقة ”البودكاست “ حيث تكون لدي حلقة ثابتة بشكل أسبوعي، أقوم بتسجيلها ومونتاجها وبثها على منصات إذاعية على شبكة الإنترنت، مثل ”iTunes “ و “Sound Cloud” وغيرها، أتحاور فيها مع مجموعة من رواد الأعمال الناجحين في الأردن.
كيف تحديت عدم انتشار فكرة البودكاست بين الناس ووظفتها بفكرة نادرة نوعاً ما؟
الذي حدث في ريادي من بلادي أنني أردت أن أعتبره مشروعاً شخصياً، حاولت أن اتفادى فيه الأخطاء التي حدثت معي عند إنشاء شركتي الخاصة أيام الدراسة في الجامعة، حيث أنني وقعت من ناحية إدارة أعمال بجميع المشاكل التي قد يقع فيها أي شخص ريادي أو صاحب عمل خاص. الأمر الذي جعلني أفكر في الحديث مع نماذج نجاح تقوم بتوجيهي أنا وجيل الشباب الذي يحب الأعمال الريادية، بحيث يكونون لنا مرشدين وموجهين ونتعلم منهم. وعن سبب اختياري لطريقة تشكل تحدياً بالنسبة لي ولأن يكون البودكاست هو وسيلة نشر هذه المقابلات مع النماذج، هو انتشار هذه الفكرة على مستوى عالمي وقلة استخدامها في المحتوى العربي، أنني اعتدت سماع الكتب الصوتية بشكل دائم، خصوصاً في السيارة أو اثناء تنقلي بالمواصلات العامة، كوني أعمل في عمان ومقيم في اربد.
هل لاقى البرنامج شعبية في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي؟
الحمدلله. برنامجي الآن بات معروفاً بين الشريحة التي استهدفها من الشباب، حتى أن منهم أصبح يقترح علي نماذج نجاح يتمنون معرفة تفاصيل قصتهم، كما أن هناك من يراسلني ليقترح علي أسلوب تعديل في هيكلة ومونتاج الحلقة. وهدفي بالنهاية هو التأثير بإيجابية على شخص واحد من كل 100 شخص.
كيف تعد الحلقات، من اختيار الشخصية وحتى بثها على الإنترنت؟
في البداية، كنت اختار الضيوف بناء على رغبتي الشخصية بالتعرف على قصص نجاحهم، بالإضافة إلى بحث مستمر عن الريادين ورجال الأعمال الناجحين بالأردن. وعلى الرغم من عدم وجود شيء ملموس من برنامجي عند الإنطلاق إلا أنني تفوقت بقبول وترحيب من قبل ضيوف حلقاتي الأولية. وكان السيد غسان نقل هو من أوائل هؤلاء الضيوف الذين آمنوا بالفكرة، على الرغم من انشغاله الدائم في أعماله.
وتجنبا لتقاعسي عن إعداد الحلقات، فقد عملت على تجهيز عدة حلقات قبل إطلاق البرنامج، بحيث يكون البرنامج مجهزاً لمدة شهر مسبقاً على سبيل المثال.
أما الآن وبعد انتشار البرنامج، لم يعد اختيار الشخصيات منفرداً علي، تشكلت لدي لجنة من مجموعة الريادين الذين استضفتهم بشكل سابق، ومن أشخاص آمنوا بالفكرة واعتبرهم قدوة لي، وهم من يختارون الضيوف من قائمة معدة شهرياً بحيث يتم التصويت عليها.
أما فيما يتعلق بتقنيات إعداد الحلقة من مونتاج وتسجيل، فلقد أنشأت في منزلي غرفة كاستوديو صغير وبسيط بإمكانيات قريبة نوعاً ما لانتاج شيء على مستوى جيد ولائق. وتسجيلي للحلقات يتم بعدة طرق، إما بشكل مباشر مع الضيف، أو عن طريق سكايب أو الهاتف.
ما هي أهم الأمور التي يهمك تواجدها في كل حلقة؟
يهمني جدا أن تصل الرسالة للمستمعين. فأنا عندما أقوم بمونتاج الحلقة أو تسجيلها، فإنني أتخيل نفسي مخاطباً عدة شرائح من الناس، وأضع نفسي مكان “س” من الناس؛ وأجيب عن ما يجول في مخيلتهم.
ويهمني أيضاً، أن أضع أكبر قدر من المحتوى المسجل في الحلقة. لا أحب كثرة المونتاج وأتعامل مع حلقاتي كأنها على الهواء مباشرة، ولكن ذلك لا يمنع حدوث بعض الاختلالات، مثل انقطاع الانترنت أو مشاكل تقنية أخرى تحدث أثناء التسجيل.
هل تطمح لتلقي عروض من إذاعات محلية أو عربية باستقطاب برنامجك ليبث على أثيرها؟
على الرغم من أن هدفي لم يكن لأصل للإذاعة وهدفي أن أصل إلى الناس. إلا أن إجابتي نعم وقمت بالتحدث مع جهات إذاعية معنية، وذلك مؤخرا، وأبدت اهتمامها في الموضوع، ولكن لغاية الآن لم أتلقى أي عرض للإذاعات. بالإضافة إلى وجود هدف لدي بأن لا يتوقف البرنامج على الأسلوب الإذاعي فقط، بل يبث عن طريق الفيديو كذلك
ما هي اهتماماتك الأخرى في جوانب حياتك؟
أسعى لتطوير نفسي من ناحية التنمية البشرية، كما أنني أمتلك شهادات تؤهلني لأن أكون مدرباً معتمداً في هذا المجال. على الرغم من أن سنّي صغيرة مقارنة مع المتدربين إلا أنني اعتبره تحدٍ ظريف بالنسبة لي..
ما هي طموحاتك لعام 2015؟ وأين ترى ريادي من بلادي؟
هي سنة تحتوي نقلات نوعية ومخططات وطموحات عالية ان شاء الله. ريادي من بلادي سيستمر وبصورة أروع من السابق نظراً لوجود خطط لتطويره. سأخصص وقتاً إضافياً أكيد لعائلتي، خصوصاً وأنني مؤخراً أصبحت زوجا لزوجة متعاونة جداً واعتبرها ملهمتي ورفيقة دربي وحبيبتي وأبا لابن رائع.